المشي والجري يقضيان على الإحباط وعلى فرص الإصابة بالأزمات القلبية [/align:22fa9829e7]
في محاولة لايجاد وسيلة للتخلص من الشعور بالاحباط الذي يعتبر احد المؤشرات الخطيرة لحدوث الاجهاد، كشف استاذ الفسلجة المصري الدكتور مسعد شتيوي، استاذ الفسلجة المصري، لـ«الشرق الأوسط»، ان التمرينات الرياضية تعد اهم الوسائل التي يمكن التغلب بها على الاحباط، ومع ذلك فانها لم تحظ بعد بالاهتمام الكافي، مشيرا الى ان الاحباط وان كان ظاهرة عالمية الآن، الا انه يصيب النساء ضعف ما يصيب الرجال، بسبب الاختلافات الهرمونية، وتأثير الولادة والعوامل النفسية للمرأة.
ولكن بالرغم من ذلك يبقى للوراثة الدور الاكبر في حدوث الاحباط وغيره من الامراض النفسية، ويبقى كذلك دور متعاظم للوسط، وما فيه من احداث حياتية. وأكد الباحث المصري وجود ارتباط بين الشعور بالاحباط وبين وجود احداث سلبية في الحياة. ولكي نعتبر شخصا ما مصابا بحالة احباط يجب علينا ملاحظة ظهور اربعة اعراض على الاقل يوميا ولمدة اسبوعين مثل: فقد الشهية او تسجيل نقص في الوزن، او زيادة الشهية او زيادة الوزن مع عدم اتباع نظام غذائي معين، والشعور بالأرق او كثرة النوم، والعصبية او «البلادة» او التعب او فقد القدرة على التركيز، او التفكير في الموت او القيام بمحاولات للانتحار.
ويذكر الباحث المصري ان ظهور اربعة من هذه الاعراض يوميا ولمدة اسبوعين على أي شخص يمكن ان نقول عنه انه يعاني من حالة احباط، مؤكدا ان هناك أدلة كثيرة رصدتها دراسات علمية عديدة توضح وجود علاقة بين الاحباط وزيادة فرص الاصابة بالأزمات القلبية، وهو الامر الذي يعني ان فرص الاصابة بهذه الأزمات القلبية كبيرة بين المحيطين ولذلك من الضرورة اتباع الوسائل التي تقضي على الاحباط ومحاولة التعايش مع الظروف السلبية التي تكاد لا ترتبط الآن ببلد معين أو بثقافة خاصة، مشيرا الى ان المحبطين اكثر من غيرهم في الإصابة بالأزمات القلبية وبمعنى أدق فرصتهم اربعة أضعاف فرص غير المحبطين في الاصابة بهذه الازمات.
وهذا يجعل ممارسة أي نشاط رياضي ضرورة للغاية، حيث اثبتت التجارب ان 60 في المائة من المصابين بالاحباط امكنهم التخلص منه عن طريق القيام بالتدريبات الرياضية، التي لا تعدو كونها ممارسة المشي لمدة 30 دقيقة او الجري على الاقل ثلاث مرات اسبوعيا لمدة 16 اسبوعا، بعدها لم يعد منهم أحد يعاني من شبح الاحباط وهو الأمر الذي يكشف اهمية المشي والجري والرياضة والتمرينات الرياضية بمختلف مستوياتها في مقاومة الشعور بالاحباط والتخلص منه والوقاية بالتالي من الأصابة بالازمات القلبية.
وقال د. شتيوي ان التجارب اوضحت ان أداء التمرينات الرياضية لمدة 2 الى 3 ساعات اسبوعيا أدى الى خفض خطر الاصابة بأمراض القلب عموما بنسبة 60 في المائة، مؤكدا أهمية ذلك وعدم التخلي عن الذهاب الى العمل مشيا، ان كانت المسافة معقولة، لأن ذلك اثبت انه يقلل من خطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار النصف، بل ان كل ساعة مشي بخفة ورشاقة سوف تحسن من نوعية الحياة بجانب التكيف مع الظروف السلبية واستثمار تجاربها بحيث نخلصها من هذه السلبية وتزيد من فرص الايجابيات واليقين بأن الحياة خليط من هذه الايجابيات والسلبيات ويجب التكيف معها بدلا من الاصطدام بيننا وبينها.