شارك
شارك
تويتر 0
أعجبني
طباعة
أرسل
المعيشة في بيت أهل الزوج لها مميزاتها وعيوبها، ويجب على كل.
من اضطرته الظروف لهذا الوضع أن يتعامل معه بكياسة وتقبل
للعيوب واستفادة من المميزات؛ لذا يجب أن يضع الزوجان عند
إقامتهما في بيت الأهل أسسًا لطريقة الحياة داخل هذا
البيت .واضعين في الاعتبار "حساسية الأهل" والحفاظ على
خصوصية العلاقات الخاصة بينهما.
1- الانطباع المبدئي لديك ولدى الكثيرات من النساء بأن الحموات
"متحكمات ظالمات، يجرن على زوجات الأبناء" وهذا الانطباع ينعكس
على تصرفات زوجات الأبناء فيجعل كل حماة تتحفز لزوجة ابنها ردًا
على أفعالها وهكذا "ندور في حلقة مفرغة من المشاحنات بين
الزوجات والحموات".
في حين أن الواقع يقول: إن كل أم "في النهاية" إنسان، وهناك
الصالح والطالح، فمنهن من هي لزوجة ابنها "أم رءوم" ومنهن من لا
تصلح أمًّا من الأصل، وبين هذه وتلك درجات كثيرة متفاوتة، وكذلك
ينطبق الحال على كل زوجة.
2 - عدم استيعابك لطبيعة المعيشة في بيت أهل الزوج، التي منها
أنك لا تستطيعين أن تنفصلي عنهم في حياتك الخاصة، ولا
تستطيعين أن تمنعي تدخلهم في تربية أبنائك، ولا تستطيعين أن
تخفي كثيرًا من الخلافات بينك وبين زوجك عنهم، ليس بسبب
رغبتهم وسعيهم للتجسس، ولكن لأنكم تعيشون جميعًا تحت سقف
واحد.
3 - عدم وضع أسس واضحة فيما يتعلق بعلاقتك أنت وزوجك في
حدود ما يعرفه الأهل وما لا يعرفه، خاصة في علاقتك الخاصة مع
زوجك.
أختي الفاضلة، لا يعيب زوجك حبه وانتماؤه لوالديه إنما ينقصه معرفة
ما يقال وما لا يقال، وهذا أمر سهل علاجه بالحب والتفاهم مع
الوقت.
ولا يعيب والدة زوجك قوة شخصيتها، بل قد يكون ذلك لصالحك، فأنت
ما زلت صغيرة ولا دراية لك برعاية الأبناء، فهي تفيدك وتعلمك الكثير، فقط لو اعتبرتها أمًا لك.
فعليك أختي الفاضلة:
1- حسن الظن بأهل زوجك "فاعتبري حسن معاملتهم لك حبًا.
وليس تمثيلا –كما تعتقدين-، وإذا فرضنا أنه تمثيل فيحمد منهم حبهم
لابنهم ومراعاتهم لمشاعرك حتى لو لم يكن حقيقيًّا، فليس هناك ما
يجبرهم على التصنع لك.
2 - عبري عن حبك لوالدي زوجك وأكثري الثناء عليهما "ولو تمثيلا"،
وتأكدي أنك مع الوقت وبحسن المعاملة ستشعرين بالحب الحقيقي
لهما. ويكفيك لتحبيهما أنهما أهدوك قرة عينهما زوجًا لك.
3 - تقبلي الوضع كما هو، وتقبلي أن يعرف أهل زوجك قدرًا من
أسرارك "التي لا أعرف ما هي" فهذه طبيعة الحياة في بيت العائلة،
الجميع يعرف كل شيء عن الجميع، ما عدا "العلاقات الخاصة" بين
الزوج وزوجته.
4 - تقبلي تدخل والدة زوجك في تربية أبنائك بقدر ما، واستفيدي
منها، ولكن ضعي أطرًا وحدودًا أساسية في تربية أبنائك لا تتنازلي
عنها، حتى ولو كان في ذلك تصحيح لبعض المفاهيم لديها.
5 - بعد أن تبدي حبك الشديد لأهل زوجك ناقشي زوجك واتفقي
معه على ما يجب أن يعرفه الأهل وما لا يجب، وحاولي أن تصلا معًا
لاتفاق ما قد تتنازلين أنت فيه عن بعض مطالبك ويتنازل هو فيه عن
بعض مطالبه؛ لتصلا لحل يرضي جميع الأطراف.
وأخيرًا عزيزتي:
اعلمي أن الحياة الزوجية الناجحة تحتاج لصبر وتفهم وتفاهم ومرونة
من الطرفين حتى تستمر وتثمر الخير والسعادة.