أشار متخصصون في الطب النفسي إلى أن معظم الذين يعانون من الاكتئاب أو المشاكل النفسية في العالم، البالغ عددهم 450 مليون شخص، لا يحصلون على العناية اللازمة من الجهات الصحية
ودعا الخبراء في مقال لهم في المجلة الطبية البريطانية إلى إصلاح شامل في الخدمات الصحية كي يأخذ بنظر الاعتبار المشاكل التي يعاني منها هؤلاء المرضى.
ويقول الأطباء إن العديد من المرضى النفسانيين يساء تشخيص أمراضهم أو أنهم لا يحصلون على العلاج المناسب.
وقال الدكتوران ديفيد جولدبيرج من معهد الطب النفسي في لندن، ومايكل فون كورف من مركز الدراسات الصحية في سياتل في الولايات المتحدة، إن هناك حاجة لإجراء تغييرات هامة في الطريقة التي تقدم بها العناية الصحية للمصابين بالأمراض النفسية.
ويشير المقال الذي كتبه المتخصصان في المجلة الطبية البريطانية إلى أبحاث أجريت في 14 بلدا بينت أن كل الذي يقدم للذين يعانون من الأمراض النفسية هي العقاقير المسكنة والمهدئة.
وتعطى هذه المسكنات إلى المرضى على الرغم من أن هناك أدلة تشير إلى أن مفعولها لا يكون فعالا إلا بعد ثلاثة أشهر من بدء العلاج، وهذه فترة طويلة.
ويقترح الخبيران مبادرات جديدة للتعامل مع المرضى منها على سبيل المثال أن يكون هناك شخص مسؤول عن المريض يتابع حالته باستمرار .
ويضيفان أن تحسين العناية الصحية لهؤلاء المرضى يساهم في تحسين حياتهم وأوضاعهم بشكل عام.
غير أن الفجوة الكبيرة بين ما هو مطلوب وما هو معمول به حاليا لا يمكن تضييقها بمجرد زيادة جهود الأطباء الذين يتحملون أعباء كبيرة أصلا.
بل أن المطلوب هو أن تستفيد الجهات التي تقدم العناية الصحية من مستشفيات وشركات تأمين وغيرها من الأبحاث العلمية في هذا المجال بهدف تحسين حياة الملايين من المصابين بالاكتئاب. ودعت جمعية سين للأمراض العقلية في بريطانيا إلى إعطاء المزيد من الحقوق للمرضى وعائلاتهم والذين يقدمون لهم العناية الصحية، وتقديم العلاج المبكر والمتطور، وتقديم المزيد من الدعم للأشخاص الذين لم يعودوا قادرين على العيش بمفردهم، أما من خلال إدخالهم المستشفى أو العناية بهم في منازلهم.